موضوع: الطـــــــــريق الى المــــــــوت.....!! الأحد يوليو 27, 2008 5:35 pm
طريـــق المـــوت ................
وبسرعة البرق خرّ ساجداً لله..فقد حانت اللحظة التي يُبرهن فيما على الوفاء بالوعد الذي حمله في كل حين… تلك اللحظة التي جاءت بتكليف من قيادة القسام. للتجهيز للقيام برحلة غير عادية، وعلى طريقتهم الخاصة…؟ بعد يومين الساعة السابعة والنصف صباحاً.
اتجه إلى فراشه .. وضع يده تحت الوسادة وأخرج وصيته المكتوبة منذ ثلاث سنوات عندما التحق بكتائب الفرد الفخار من جلس على مكتبة يراجع مادة الامتحان الأخير وبعد ذلك يتخرّج من الجامعة…وانتقل بعد ذلك في رحلة في عالم الملائكة تسبيحاً وعبادة… بتبتل عجيب، وخشوعٍ لم يذق طعمه مثل هذه المرة… واستمر على هذه الحال حتى نادته الأم الحنون للسحور.. وبعد صلاة الفجر وتلاوة القرآن في المسجد اتجه إلى الجامعة، وقدّم امتحانه مستعيناً بالله لينتقل بعد ذلك مشاركاً إخوانه في المسيرة التي خرجت إلى المدينة تعبيراً عن الغضب العارم لاغتيال القائد العسكري للكتائب على أيدي اليهود الأنجاس.. وعندما تكلّم والد الشهيد قائلاً "إنّ عزائي الوحيد هو بكم يا أبطال الكتائب وإنني أعددت ولدي لهذا اليوم وعند الله احتسبه ." وتوقف شهيدنا الحي على أطراف المسيرة يدعوا الله عز وجل أن يشفي الصدور ولكن بلهيب وشظايا جسده الطاهر!! ولم يكن يلْحظ وقتها إن إخوانه كانوا ينظرون إلى حركاته وهمساته وبريق عينيه.. فالكل كان يجزم أن شهيدنا الحي يخبئ شيئاً ما.
انتهت المسيرة وانصرف الجميع إلا شهيدنا الحي فالأمر عنده لم ينتهي بعد..!! رجع إلى خبة الدنيا المسجد ليتم اعتكافه فيه ثم ننتقل إلى البيت.. جلس مع أهله يسامرهم ويبادلهم الحديث محاولاً إدخال السرور على أهله، خاصةً وأنها ليلة ما قبل العرس! ذهب إلى غرفته وهو يسترق النظر من خلال النافذة إلى أهله فلعلها تكون آخر النظرات… وكادت دمعة أن تسقط، عندما زجرها هتافٌ من القلب.. أنّ الموعد في الجنة إن شاء الله.. وأصل ليلة بين راكع وساجد… تذكر ذنوبه وتقصيره.. جدد التوبة لله الرحيم.. وألحَّ بالدعاء… راجياً منه الله التوفيق والقبول والسداد… وختم كل ذلك بسجدة طويلة جداً… واعذرني إن لم أستطع وصفها، فما يذاق بالقلب لا تستطيع أحياناً وصفه باللسان.
توضأ ولبس أجمل ثيابه وتزيين وتجمّل بأحلى العطور.. فبعد ساعات سيقف بين يدي مالك الملك.. وقبّل يدَ أمه كعادته وأخبرها أنه ذاهبٌ لإحضار هدية العيد… وأنه لن يتأخرْ؟!
صلى الفجر في المسجد ودخل في ذمّة الله، وتلا سورة الأنفال… وانطلق إلى حديث ينتظره إخوانه، وتحزّم بحزام الاستشهاد… وسار وعينُ الله ترعاه والملائكة تحرسه وتستغفر له.. وكلُّ شيءٍ فيه لا يفتر عن الاتصال بالله تسبيحاً وذكراً… وفي وسط المدينة حدد الحافلة الهدف… وعند أدراجه استقبله محمد وسارة وإيمان وضياء وعندما توسّط الحافلة أشرفت عليه الحورية تفتح ذراعيها وتنادي عليه… وكبّر تكبيرة تزلزلت معها القلوب الحجرية لتتفجّر وتملئ المكان بدماء سوداء.. وصاحب الحبيب ربح البيع- ربح البيع.
وأطلقت الأم الحنونة خمس وعشرين زغرودة في عسر ابنها الشهيد بعدد قتلى اليهود الأنجاس وصاحب: هامي أحلى هدية" أما مدرّسه في الجامعة فوقف في العرس معلناً أن شهيدنا حصل على أكبر شهادة، على الرغم من حصوله على شهادة الجامعة بعد تفوّقه في الامتحان ما قبل الشهادة بأيام معدودة… أما أسود الكتائب أعلنت أن تلاميذ "الشهيد" ستقيم قريباً عرساً آخر… وأنّ الاحتفالات ستبقى في حالة انعقاد دائم حتى النصر بإذن الله.... دمتم خيرا.. ريان....
عدل سابقا من قبل ريان في الأربعاء أغسطس 06, 2008 10:56 am عدل 2 مرات
زيدان
عدد المساهمات : 207 تاريخ التسجيل : 18/06/2008
موضوع: رد: الطـــــــــريق الى المــــــــوت.....!! الثلاثاء يوليو 29, 2008 8:03 pm